فخرجوا يمشون.....عن قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
29610 - كان ثلاثة نفر يمشون في غب (1) السماء ، إذ مروا بغار فقالوا : لو أويتم إلى هذا الغار ، فأووا إليه ، فبينما هم فيه ، إذ وقع حجر من الجبل ، مما يهبط من خشية الله ، عز وجل ، حتى إذا سد الغارفقال بعضهم لبعض : إنكم لن تجدوا شيئا خيرا من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط ،
فقال أحدهم : اللهم كنت رجلا زراعا ، وكان لي أجراء ، وكان فيهم رجل يعمل بعمل رجلين ، فأعطيته أجره كما أعطيت الأجراء فقال : أعمل عمل رجلين وتعطني أجر رجل واحد ؟ فانطلق وغضب وترك أجره عندي ، فبذرته على حدة، فأضعف (2) ثم بذرته فأضعف حتى كثر الطعام ، فكان أكداسا ، فاحتاج الرجل فأتاني يسألني أجره فقلت : انطلق إلى تلك الأكداس فإنها أجرك . فقال : تكلمني وتسخر بي ؟ قلت : ما أسخر بك ، فانطلق فأخذها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه عنا ، فقال الحجر : قض ، فأبصروا الضوء،
فقال الآخر : اللهم راودت امرأة عن نفسها وأعطيتها مائة دينار ، فلما أمكنتني من نفسها بكت فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : فعلت هذا من الحاجة ، فقلت : انطلق يولك المائة ، فتركتها ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه عنا ، فقال الحجر : قض ، فانفرجت منه فرجة عظيمة ،
فقال الآخر : اللهم كان لي أبوان كبيران وكان لي غنم ، فكنت أتيهما بلبن كل ليلة ، فأبطأت عنهما ذات ليلة حتى ناما ، فجئت فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما ، وكرهت أن أنطلق فيستيقظان ، فقمت بالإناء على رؤوسهما حتى أصبحت ، اللهمإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه ، فقال الحجر : قض ،فانكشف عنهم فخرجوا يمشون .
الراوي: النعمان بنبشير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أوالرقم: 1170
1 مطر
2 أى تضاعف
قال الامام النووى.( وفى هذا الحديث فضل بر الوالدين ، وفضل خدمتهما وايثارهما عمن سواهما من من الأولاد والزوجة وغيرهم. وفيه فضل العفاف والانكفاف عن المحرمات ، ولاسيما بعد القدرة عليها... والهم بفعلها . وفيه جواز الاجارة وفضل حسن العهد وأداء الأمانة ، والسماحة فى المعاملة)