لاشك أن أجمل لحظة تمر بها الأم هي اللحظة التي تحمل وليدها بين يديها لتبدأ معه رحلة من الحب ومشاعر الأمومة الجميلة . ولا ينتهي دور الأم في إمداد طفلها بالغذاء بعد الولادة فكما أمدته بالغذاء طوال رحلة التسعة أشهر تبدأ معه مرحلة جديدة وهي مرحلة الرضاعة . والرضاعة الطبيعية هي الإختيار الأنسب والأفضل للطفل والأم معا بدنيا ونفسيا ووقائيا .
وترجع أهمية حليب الأم بالنسبة للطفل لعدة أسباب :
تمنح الطفل المناعة :
يفرز ثدي الأم بعد الولادة مباشرة ولمدة 3 أيام لبن كثيف أصفر اللون يعرف بلبن المسمار أو السائل الذهبي لما يحتويه من كميات هائلة من الأجسام المضادة والتي تكسب الطفل مناعة ضد كثير من البكتيريا والفيروسات ، لذا يوصي أطباء الأطفال ببدء الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة حتى يستفيد الطفل من هذا اللبن .
تغذية الطفل ونموه :
حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة التي يحتاجها الطفل لنمو صحي وسليم كالبروتينات والدهون والماء والكالسيوم والفوسفور والحديد بالإضافة إلى سكر الحليب أو كما يعرف باسم اللاكتوز والذي يشكل جزء كبير من مادة الدماغ .
سهولة الهضم :
يحتوي حليب الأم على إنزيمات هامة لعملية الهضم والامتصاص .
الحماية من الأمراض :
يحتوي حليب الأم على الأجسام والخلايا المناعية التي تحمي الطفل من الأمراض على مدار حياته ، وقدرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة اليونيسيف بأن حوالي عشرة ملايين طفل يموتون سنويا بسبب أمراض التهاب المعدة والأمعاء وسوء التغذية نتيجة استخدام الحليب الصناعي ، كما أن كثير من الأبحاث تؤكد أن الرضاعة الطبيعية تقلل نسبة الإصابة بداء السكري وأمراض الجهاز التنفسي واللوكيميا ومتلازمة الموت المفاجئ في الأطفال .
ولا تقتصر أهمية الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط ولكن لها نفس الأهمية بالنسبة للأم أيضا وذلك للأسباب التالية :
إشباع غريزة وعاطفة الأمومة فهي تعمل على التواصل العاطفي المباشر بين الأم وطفلها . كما أنها تشعر الطفل بالأمان والدفء والراحة عند سماعه لنبضات قلب الأم والتي اعتاد على سماعها وهو في بطن أمه .
أكدت الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية تقي الأم من سرطان الثدي والمبيض وداء السكري واكتئاب ما بعد الولادة .
الرضاعة الطبيعية تساعد على فقدان الوزن نتيجة لحرق نسبة عالية من السعرات الحرارية فتعود الأم لوزنها الطبيعي في فترة قصيرة قياسا بالأمهات التي تلجأ للرضاعة الصناعية .